السبت، 21 ديسمبر 2013

ابن عثيمين والكهانة


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين


قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : (( والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل ، وقد التبس على بعض طلبة العلم فظنوا أنه كل من يخبر عن الغيب ولو فيما مضى فهو كاهن ، لكن ما مضى مما يقع في الأرض ليس غيباً بل هو غيب نسبي مثل ما يقع في المسجد يعد غيباً بالنسبة لمن في الشارع وليس غيباً لمن في المسجد ، وقد يتصل الانسان بجني فيخبره عما حدث في الأرض ولو كان بعيداً فيستخدم الجن لكن ليس على وحه محرم ، فلا يسمى كاهناً لأن الكاهن من يخبر عن المغيبات في المستقبل . وقيل : الذي يخبر عما في الضمير وهو نوع من الكهانة في الواقع إذا لم يستند إلى فراسة ثاقبة ، أما إذا كان يخبر عما في الضمير استناداً إلى فراسة فإنه ليس من الكهانة في شيء ، لأن بعض الناس قد يفهم ما في الانسان اعتماداً على أسارير وجهه ولمحاته وإن كان لا يعلمه على وجه التفصيل لكن يعلمه على وجه الاجمال . فمن يخبر عما وقع في الأرض ليس من الكهان ولكن ينظر في حاله فإذا كان غير موثوق في دينه فإننا لا نصدقه لأن الله تعالى يقول { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا } ، وإن كان موثوقاً في دينه ونعلم أنه لا يتلبس بمحرم من شرك أو غيره للوصول إلى غرضه فإننا لا ندخله في الكهان الذين يحرم الرجوع إلى قولهم . ومن يخبر بأشياء وقعت في مكان ولم يطلع عليه أحد دون أن يكون موجوداً فيه فلا يسمى كاهناً لأنه يمكن أن يكون عنده جني يخبره بغير المحرم ، والجني قد يخدم بني آدم بغير المحرم إما محبة لله عز وجل أو لعلم يحصله منه )) انتهى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق